کد مطلب:239528 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:132

و لکنه رأی لا تمکن المساعدة علیه
لأن منطق الأحداث، و واقع ظروف المأمون یأبیان كل الاباء أن یكون هذا سببا منطقیا للبیعة .. و قد قدمنا فی الفصلین السابقین البیان الكافی و الوافی لما یتعلق بهذا الموضوع .. هذا بالاضافة الی أن ذلك لا یتلائم مع ما هو معروف عن المأمون، من الدهاء و السیاسة، و هل یمكن أن یقدم المأمون علی خلق و اثارة مشاكل هو فی غنی عنها ؟ و علی الأخص فی تلك الفترة من الزمن، التی كانت طافحة بالمشاكل، كان العصیان فیها معلنا فی أكثر مناطق الدولة، و مهددا به من كل جانب و مكان ؟!! .

ان الحقیقة هی : أن المأمون فی تلك الفترة بالذات، كان بحاجة الی أن یكتسب ثقة و حب أی انسان كان. فضلا عن ثقة و حب أهل بیته، و عشیرته : العباسیین..

ثم .. و هل یمكن أن یلجأ المأمون للانتقام منهم، الی هذا الاسلوب العاجز، بعد أن خضعوا له و انقادوا لأمره، و سلموا بالأمر الواقع، بعد مقتل الأمین؟! .

و لماذا لا یقدر : أنهم سوف یقابلونه بالمثل، و یقومون فی وجهه ؛ ثأرا لكرامتهم، و دفاعا عن وجودهم ؟! ..

و لماذا یعطیهم الفرصة لابراز عضلاتهم ضده، و یجعلهم یفكرون فی



[ صفحه 262]



تحدی سلطته، و هتك حرمته ؟! .. حیث رأیناهم قد خلعوا المأمون، بسبب ببعته للامام (ع)، و بایعوا لابراهیم بن المهدی، فی أواخر ذی الحجة، من نفس السنة التی بویع فیها للامام (ع) بولایة العهد .

و أخیرا .. ألم یكن باستطاعة المأمون أن یصفی حساباته مع خصومه الضعفاء جدا، الذین كاد یلتهمهم المد العلوی و یقضی علیهم، بأسالیب أخری، أقل اثارة، و أشد نكایة ؟!! ..

و لقد أشرنا، و لسوف نشیر الی ما قاله المأمون لحمید بن مهران، و جمع من العباسیین .. بل و یكفینا هنا : أن نلقی نظرة علی ما قاله المأمون للعباسیین فی كتابه المعروف لهم، یقول المأمون : « .. فان تزعموا أنی أردت أن یؤول الیهم ( یعنی للعولیین ) عاقبة و منفعة، فانی فی تدبیركم، و النظر لكم، و لعقبكم، و ابنائكم من بعدكم .. » و كذلك ما كتبه بخط یده فی وثیقة العهد .. الی آخر ما هنالك مما لا مجال لنا هنا لتتبعه ..

فتلخص أن ما ذكر هنا، لا یمكن أن ینسجم مع ما یقال عن حنكة المأمون، و دهائه السیاسی ..